محمد الراوي
149ص
المكتبة الأكاديمية
القاهرة
2008م / 1428هـ
هذا الكتاب حديث القرآن عن المرأة، وهو يجمع بينها وبين الرجل في مساوة فطرية، في فضائل الأعمال، لا فيما لا تصلح فيه المساواة مما يريده العابثون أو المفسدون، من قيامها بأعمال تفقد فيه أمومتها، وأنوثتها، وكرامتها، وينال الأسرة من الضياع بقدر ما ينال المرأة من إهدار لقيمتها، أو نسيان لرسالتها، فلنسمع إلى حديث القرآن للرجال والنساء جميعا؛ ففيه إعلاء للناس جميعا إعلاء لمن اتبع، وخسارة لمن أعرض.
على المرأة أن تنعم بعطاء الخالق، وأن تحذر من عطاء المخلوق وادعائه؛ فأن كل ما يقال عن حقوق المرأة بعيدا عن الإسلام ادعاء إن سلم من سوء النية والقصد فلن يسلم من العجز والجهل والقصور، ولن تصان المرأة في كرامتها، وفي أمومتها، وفي عاقبتها إلا بتنفيذ شرع الله واتباع أمره.
إن المرأة في الإسلام تملك أصناف المال بكافة أسباب التملك المشروعة، ولها الحق في أن تمارس التجارة وجميع وسائل الكسب المباح، فهي تملك، وترث، وتهب، وتوصي، وتتصدق، وتتصرف في مالها بالطرق المشروعة، دون سلطان لأحد عليها، مادامت بالغة راشدة، والزوج ملزوم بالإنفاق عليها مهما كانت درجة ثرائها وغناها، وما عليها إلا ما تقدمه بطيب نفس منها.
