23 نوفمبر, 2023
لكل أمة من الأمم هويتها الثقافية التي تمثل سماتها الذاتية، وتوجهاتها الفكرية، ودورها في المناخ الثقافي بوجه عام، وإذا كان للدين أهميته في حياة الأمم ـ وهو واقع حتمي ـ باعتباره يجسد شريان هذه الحياة، وأهم مقوماتها، وهو الذي يقودها الى السعادة الأبدية، فإن الثقافة لها دورها المنظور في الارتقاء بالإنسان، وفي تميز مكانته على سائر المخلوقات بما أودع الله فيه من عقل، وما وهبه من تفكير، وما منحه من قدرة خاصة بتكوينه، وطاقاته الذهنية، والجسمانية، وهو بهذه المواصفات التي ينفرد بها عن جميع الخلائق، فإنه مؤهل لأن تكون له هوية تتمثل في عقيدة يعتنقها، وثقافة يُعرف بها، وبالعقيدة، والثقافة تتحدد هويته؛ فالدين والثقافة أهم الركائز الإنسانية في تأكيد الهوية؛ ذلك أنها مطلب أساسي في بناء كيان الأمة، وفي ثباتها أمام تيارات التغريب، وموجات التهجين، والتدجين، وما ينتج عنها من تبعات، وما قد يخترقها من مؤثرات.
♦ في الواقع المعاصر ومع سطوة العَولمة، والانفِتاح الثقافي، والتطور التقني، والتعايش البشري – أصبح الشباب يعاني نوعًا من اختلال، وتصدُّع في الهوية، والانتماء، تمثَّل في:
١ – حالة الاغتراب عن ثقافة الأسرة، والمجتمع؛ في سبيل البحث عن النَّفس، وتقدير الذات، وتكوين الشخصيَّة والشعور بالاستقلالية، والنَّقد الدائم لأوامر الوالدين، وقيَم المجتمع، وأنظمة السلطة.
٢ – وضعية الاستلاب الفكري، والنَّفسي تجاه الوافد الجديد من الشرق، أو الغرب؛ كـ (متابعة الموضة، والاهتمام بالمشاهير، والإعجاب بالمثير).
٣ – الانضمام، والالتحاق بالموجات، والتقليعات المتطرفة فكريًّا، وسلوكيًّا (الإلحاد، عبدة الشيطان، تعاطي المخدرات، جماعات العنف، الاغتصاب، الإدمان التقني).
٤ – سهولة التأثر، ويُسر الإغواء بسبب غياب وفقْد، وتلبيس، وتزييف المبادئ، والقِيَم المانعة، والواقية من الضَّلال، والانحراف.
٥ – التربية، والتنشئة على أنواع من الازدواجية، والتناقض؛ بين القول، والعمل، والتنظير، والممارسة، وخاصة في المؤسسات التعليمية، والمحاضن التربوية، والوسائل الإعلامية.
تقيم شركة أوقاف مركز باحثات نادٍ للقراءة تحت مسمى “صبغة”؛ بهدف غرس قيمة الهوية، وفق برنامج محكم برفقة أ. سليمان الناصر، لمدة ستة أشهر، حضوريًا في الرياض بمقر باحثات، وبعض اللقاءات عن بُعد.
🔖| للنساء فقط.
⏺️ | ﻟﻠﺘﺴﺠﻴﻞ، والاطلاع على التفاصيل؛ تفضلي هنا.
“لقد شُغل أهل الفكر، ونُخب المثقفين، والدعاة عن هموم الشباب (ذكورًا وإناثًا)، وخصوصًا أسئلتهم الحرجة والذكيَّة – بصراعات، ومعارك داخلية، فتَّت في اللُّحمة الفكرية، وشكَّكتِ الشباب في قيمهم، ورموزهم، نتج عن ذلك الصِّراع ظهور تيَّار شبابي حديث، منقطع عن الجذور، ومتمرِّد على القيم، والأخلاق، منكِر للربِّ، هاجر للعبادات، يحمل ثقافة مستوردة، قائمة على الشكِّ، وناقمة على الثقافة المحلية، وحاقدة ومبغضة للنمطية، تتَّخذ النسبية دينًا، ولا تعترف بوجود حقائق ثابتة، كل ذلك مع ضعف شديد في التصورات الشرعية”؛ د. عبدالله العجيري