القائمة الرئيسية


مقالات: التنسيق المنشود في الدعوة النسائية

7 سبتمبر, 2017

  • شارك

د. وفاء بنت ناصر العجمي

بدأ الاهتمام بقضية المرأة مع بواكير الصحوة الإسلامية، وبغض النظر عن نسبة هذا الاهتمام، وما عسى أن يقدم للمرأة من عمل، فقد حظيت قضية المرأة باهتمام متزايد من قبل الدعاة والمصلحين، سواء في الجانب الشرعي والاجتماعي أوغيرهما من الجوانب المهمة، على تفاوت في مقدار الأهمية التي يحظى بها كل جانب، وهنا تكمن المشكلة، إذ أن بعض الجوانب حظيت باهتمام زائد ربما جاوز الحد في بعض الأحيان (الجانب الشرعي مثلاً)، بينما نجد جوانب أخرى لم تحظ بجهد يذكر، اللهم من بعض الدعاة على أهميتها وخطورتها، وعلى سبيل المثال يمكن أن أٌشير إلى الجانب القانوني في حقوق المرأة، وإعداد مواثيق إسلامية بهذا الخصوص.

وأحسب أن الدعاة والمصلحين لو اجتهدوا في تنسيق قضايا المرأة بكافة أبعادها، وترتيب أولويات العمل الدعوي من جوانبه المختلفة؛ لكان ذلك كفيلًا بأن يظهر جلياً ما يقوم به الدعاة من جهد في معالجة قضايا المرأة في المجتمع، وفي جميع المجالات.

إن مهمة إعادة ترتيب وتوحيد وتنظيم الجهود الدعوية النسائية تتطلب درجة قصوى من التعاون بين الدعاة والعاملين في الساحة الإسلامية، ولاسيما الذين يدركون الأخطاء والمزالق التي تهدد مستقبل الأمة، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].
المرأة المسلمة تواجه التحديات المعاصرة، فتحتاج إلى من يعينها على الصمود، ويأخذ بيدها إلى بر الأمان، وأعنيّ بشكل خاص العمل المؤسسي المخصص، فيمكن لفئة من الداعيات أن تتجه إلى التركيز على عقد وإقامة المحاضرات، والندوات والمؤتمرات، وفي المقابل هناك من يركز على كتابة البحوث والدراسات والمقالات، وفئة أخرى تتجه لإقامة المعارض الخيرية، وهذه المجالات التي مر ذكرها سريعًا يكثر حولها الحديث والعمل، وهي بحاجة ماسة إلى جهة تسعى للتنسيق بين مختلف الجهات المساهمة فيها.
كما لا يفوتني أن أٌشير إلى مجالات أخرى مهمة يجب أن ينبري لها فئة أخرى، كقضايا الحقوق والبدائل الشرعية لما يطرح من فكر مختلف عن البيئة، ومخالف للشريعة دون الاكتفاء بمجرد الإنكار، مرة أخرى أؤكد أن هذا الجهد بحاجة إلى إعادة تنسيق وترشيد من حيث الوسيلة والأسلوب من جانب، ومن حيث الموضوعات المطروحة من جانب آخر.

إن انعدام التنسيق في هذه المجالات أو ضعفه يسبب أزمة خطيرة، تدعونا إلى سرعة تنسيق الجهود الدعوية بين المؤسسات الدعوية الخيرية في الداخل والخارج، وبالذات فيما يتعلق بقضية المرأة، خاصة إذا أدركنا شدة الهجوم عليها واستهدافها أولاً دون غيرها من فئات مجتمعنا المحافظ.

وأعتقد أن مثل هذا التعاون يمكن أن يكون فعالاً ومثمرًا على أقصى حد إذا ما تم تنظيمه في إطار مؤسسي، وفق أهداف متفق عليها، من تحقيق ثمرات لوحدة الصف، وتكوين رأي عام مبني على الكتاب والسنة، مستصحبًا لظروف الواقع، سيؤدي إلى قوة الأعمال الدعوية الموجهة للمجتمع، من خلال التعرف على المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها المرأة، مع ترشيد الكتابات الموجهة للمرأة، وتغطية لقضاياها المختلفة في جوانب متعددة.

المصدر:

http://cutt.us/29ueK

اشترك في نشرتنا البريدية