9 نوفمبر, 2022
تطمح شركة أوقاف مركز باحثات أن تكون نافذة علمية؛ ومعرفية؛ بكل ما تعنى بموضوعات المرأة في المجال الفكري والثقافي، ومن ذلك اهتمامها بالمفاهيم الأساسية التي يستند عليها الفكر النسوي، لما للمفاهيم من دلالات وأفكار، من المهم الإحاطة بها، ومعرفة أصولها، وهو ما يسمى بجغرافية المصطلح، والذي يبحث عن أصول المفهوم، ومنشئه، وتطوره التاريخي، والاجتماعي، والفكري، إذ أن المفاهيم وليدة بيئتها، تتضافر عوامل عديدة على تطويرها حتى تستقر بصورتها النهائية، بعد ذلك تبدأ تلك المفاهيم مرحلة الانتقال والترحل لمختلف البيئات. ولا يخفى أن قوة المفهوم امتداد لقوة الفكر الذي ينحتها، ومن ثم يُصدرها إلى ثقافات أخرى، والتي قد تتعارض مع الحمولة الثقافية التي تتضمنها تلك المفاهيم، ومن هنا كان لا بد من معرفة المفاهيم، حتى يتسنى ضبطها ونقدها.
ومفهوم الجندر مفهوم محوري في الفكر النسوي والدراسات التابعة له، يركز على الهوية الجندرية، ويتمدد ليرتبط بعدد غير قليل من التخصصات، كعلم الإنسان، وعلم الاجتماع، والنظرية الأدبية، واللغويات، ومن هنا تأتي أهميته؛ نظرًا لكونه مفهومًا خرج من حيز التنظيرات الفكرية، وأصبح ملموسًا على أرض الواقع، يُعرّف به الإنسان، وتُبنى على ضوئه الاتفاقيات الدولية التي تُعيد صياغة الهوية الجنسية الإنسانية، خصوصًا في ظل التغيرات ما بعد الحداثية، لتغدو هويات فضفاضة لا مركز لها، تجري عولمتها من المركز الغربي بساحليه إلى بقية العالم، في تجاهل تام لكل الاختلافات الثقافية والتاريخية بين الشعوب، في عنف إبستمي غربي مهيمن، يتكئ على تفوقه المادي، ليعيد بلورة العالم وفق رؤياه ونظرياته. ومن هنا جاء مجموعة مقالات وترجمات، لتسلط الضوء على مفهوم الجندر، تعريفا ونشأة، وتناقش علاقته بالفكر النسوي، وتطرح بعض أوجه النقد عليه، وختامًا نشكر كل من ساهم في محتوى هذا الملف، ونستمد العون، والسداد من الله تعالى، ونشكر كل من أسهم في إتمام هذا العمل.
ونأمل أن تنتفع بالاطلاع أيها القارئ الكريم على هذا الملف هنا، ونسعد بملاحظاتك على وسائل تواصلنا.
تويتر- سناب- انستقرام Bahethat